.
.
ادخلوها بسلام آمنين ..
بسلام في أجسادنا فلا إعاقات بعد اليوم .. لاحمى ولازكام ، ولاربو ولاسكري ولا ضغط ولاجلطات ولاسكتات ولاغيبوبة ، ولاضعف في البصرأو عمى ..
بسلام في أجسادنا فلا إعاقات ولاشلل ولا إصابات ولاكسور ولاجروح ولاحروق ولا علل ولا عيوب ..
بسلام في أجسادنا ، فلن تنبعث منها الآن روائح نكرهها وتضايقنا، وتفرز مانستقذره ونكرهه من سوائل أو عرق أو إفرازات مقززة ..
لن نرى في الجنة أعمى أو أبكم أو أخرس أو مقعدا أو مشلولا أو شخصا يجد في جسده عيبا يحرجه أو يمنعه أو يعيقه ..
لن تعرف أجسادنا بعد اليوم الترهل أو الشحوم أو الشيخوخة والتجاعيد والتهدل ….
بسلام في طرقاتنا ، فلن نرى لصا بعد اليوم أو مجرما أو قاطع طريق ، أو غازيا أو معتديا ، أو حتى رجل أمن أو مرور أو نقاط تفتيش ..
بسلام في طرقاتنا فلن نرى فيها حفراً أو مجاري أو مزابل متكومة أو روائح عفنة أو مناظر كريهة ..
بسلام في أرواحنا ، فلن تفارق أجسادنا الساحرة، ستظل ترفرف في سعادة بين جوانحنا ، فلا قلق ولا كآبة ولا إحباط ولا ملل ، ولا يأس ولا انكسار ولاحزن ، ولاقتل [ فقد ذبح الموت ]
بسلام في قصورنا وبيوتنا وأكواخنا ومزارعنا وشاليهاتنا ومنتجعاتنا ، فلا لصوص ولاعصابات ولامقتحمين ولا متجسسين على خصوصياتنا ، ولاجيران مؤذين ، ولن نبحث عن بيت في حي آمن فالأحياء مزينة بالحب والأمن والسلام ..
بسلام في تنقلاتنا .. سنجوب الجنة دون أن نحتاج إلى نقاط جوازات وتفتيش، ولن نضطر إلى استخراج تأشيرات، مع أننا لن ننتقل بين قرى وجزر ومدن فقط، بل بين عوالم وعوالم.. ولن يمنعنا أحد من السفر أو العبور، ولن يحدد مسؤول بعد اليوم مدة إقامتنا، أو فرض الإقامة الجبرية علينا..
بسلام في طعامنا وشرابنا فلن نعاني من الجوع والعطش أو الغصص أو المرارة والتعفن والتسمم، وليس في قوائم الطعام والشراب شيئا محرما أو ممنوعا، أو مقززا أو محترقا أو متعفنا، أو مسموحا به لأحد دون أحد، أو لطبقة دون طبقة، ليس في الجنة طعام لا نشتهيه أو لا نستسيغه أو لا نحبه، أو يضر بصحتنا.
بسلام في أجوائنا فلن نعرف الحر المزعج أو البرد القارس، أو الغبار المؤذي،أو الرطوبة الخانقة أو الريح أو العواصف والأعاصير المدمرة..
بسلام في تفكيرنا وعقولنا، فليس بيننا متخلف أو أبله أو مجنون، ولن يقلقنا بعد اليوم عدم التوصل إلى معلومة، كل ما علينا هو البحث.. والوصول، ثم البحث ومواصلة الإبداع والتمتع بالوصول..
لن يقلقنا البحث عن لقمة العيش ومحولة تأمين المستقبل، ولن يذلنا أحد بصدقة أو معروف أو مكرمة أو منحة أو هبة ..
ربآه اشتاقت روحي لجناتك
ربآه لا تحرمني سُكناها ياكريم
ووالداي وأحبابي
المنشور من كتاب { الجنة حين اتمنى } للشيخ محمد الصوياني
.
.